«نيويورك تايمز» رسوم ترامب الجمركية تهدد «بوينغ» وصناعة الطيران الأمريكية
«نيويورك تايمز» رسوم ترامب الجمركية تهدد «بوينغ» وصناعة الطيران الأمريكية
تواجه شركة "بوينج" تحديات جديدة مع تصاعد السياسات الحمائية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي فرض رسومًا جمركية على واردات الألمنيوم والصلب، وهما مادتان أساسيتان في صناعة الطائرات، ما ينذر بارتفاع تكاليف التصنيع وتعطيل سلاسل الإمداد لصناعة الطيران الأمريكية.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الخميس أن تقارير عدة تشير إلى أن هذه التعريفات الجمركية تأتي في وقت حساس بالنسبة لـ"بوينغ"، التي ما تزال تكافح للتعافي من تداعيات أزمة طراز 737 ماكس بعد حادث انفجار لوحة التحكم في يناير 2024، ما دفع الجهات التنظيمية إلى إجراء تدقيق مكثف.
التداعيات على صناعة الطيران
يرى محللون أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تلحق ضررًا بالغًا بموردي "بوينغ"، الذين يعتمدون على تدفق مستقر للمواد الخام والمكونات من كندا والمكسيك، في ظل اتفاقيات تجارية كانت تمنحهم إعفاءات من هذه الرسوم، لكن انتهاء العمل بهذه الإعفاءات في أبريل المقبل سيزيد من أعباء الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع الطيران.
وصرّح بروس هيرش، الخبير في السياسة التجارية لدى هيئة "كابيتول كاونسيل"، بأن "هذه التعريفات مرعبة لصناعة الطيران والفضاء التي ظلت لعقود طويلة تعمل بلا قيود جمركية، وتعتمد على مكونات تأتي من مختلف أنحاء العالم".
5 مليارات دولار خسائر سنوية
وفقًا لتقديرات شركة الاستشارات "أيروديناميك أدفايزوري"، فإن التعريفات الجديدة قد تضيف تكاليف تصل إلى 5 مليارات دولار سنويًا على صناعة الطيران الأمريكية، ما يهدد قدرتها التنافسية عالميًا.
من جانبه، حاول بريان ويست، رئيس الإدارة المالية لـ"بوينج"، التخفيف من القلق، مؤكدًا أن التأثيرات المباشرة على الشركة ستكون "محدودة"، لكنه حذر من أن المشكلة الكبرى تكمن في إمكانية الحصول على قطع الغيار والمكونات، نظرًا لتعقيد شبكة الإمداد وتأثر العديد من الموردين بالرسوم الجمركية.
صدام متوقع
مع اقتراب تطبيق الرسوم في أبريل المقبل، تواجه إدارة ترامب ضغوطًا متزايدة من شركات الطيران والموردين والمصنعين، الذين طالبوا بإعفاء قطاع الطيران من هذه الرسوم لضمان استقرار الصناعة.
فيما دافع دونالد ترامب عن سياسته التجارية، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق تكافؤ في المعاملة وضمان عدم استغلال الولايات المتحدة تجاريًا، متوقعًا أن تدرّ الرسوم الجمركية عائدات بمليارات الدولارات وتخلق مزيدًا من فرص العمل.
ومع استمرار الجدل حول تأثير هذه السياسة في مستقبل "بوينج" والاقتصاد الأمريكي، يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الرسوم في حماية الصناعة المحلية، أم ستؤدي إلى زيادة الأعباء وتعطيل النمو؟